قمع متواصل.. تقرير حقوقي يوثق 5 أعوام من الانتهاكات بحق البهائيين في إيران

قمع متواصل.. تقرير حقوقي يوثق 5 أعوام من الانتهاكات بحق البهائيين في إيران
البهائيون في إيران - أرشيف

كشفت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان في إيران (هرانا) في تقريرها السنوي الصادر في أغسطس الجاري عن استمرار ما وصفته بـ"السياسة المنظمة والمستمرة" للأجهزة الأمنية والقضائية الإيرانية ضد المواطنين البهائيين، مؤكدة أن الانتهاكات خلال السنوات الخمس الماضية لم تكن حالات معزولة، بل تعكس استراتيجية ممنهجة تستهدف أكبر أقلية دينية غير مسلمة في البلاد.

وبحسب التقرير الذي استند إلى جمع وتحليل 636 حالة موثقة بين أغسطس 2020 وأغسطس 2025 تم اعتقال ما لا يقل عن 284 بهائيًا واستدعاء 270 آخرين للتحقيق، في حين شهدت الفترة نفسها 419 عملية تفتيش للمنازل و147 محاكمة، بحسب ما ذكرت شبكة "إيران إنترناشيونال"، اليوم الأربعاء.

إلى جانب حرمان 127 شخصًا من السفر، و108 من التعليم، و57 من مزاولة أنشطتهم الاقتصادية، إضافة إلى مصادرة ممتلكات 27 شخصًا. كما سُجلت حالات اعتداء بالضرب، ومنع من دفن الموتى، وتدمير مقابر، وحتى الامتناع عن تسليم جثامين المتوفين.

أحكام بحق المئات

وخلال هذه المدة، أصدر القضاء الإيراني أحكامًا بالسجن طالت 388 مواطنًا بهائيًا، بلغ مجموعها نحو 1,495 سنة و8 أشهر، من بينها أكثر من 17 ألف شهر بالسجن التعزيزي و624 شهرًا بالسجن المعلق، فيما أصدرت محاكم الاستئناف 6,012 شهرًا من هذه العقوبات. 

وفرضت المحاكم غرامات مالية تجاوزت قيمتها 503 مليارات تومان على 91 شخصًا، وأحكامًا بالحرمان من الحقوق الاجتماعية بحق 103 آخرين، إضافة إلى النفي القسري لخمسة وعشرين مواطنًا بمجموع 600 شهر.

وسجّل التقرير أن السنة الثالثة من الفترة كانت الأكثر حدة، حيث شهدت 162 انتهاكًا، في حين كانت السنة الرابعة الأعلى من حيث أحكام السجن التي وصلت إلى 5,220 شهرًا. 

جغرافيًا، تصدرت طهران قائمة الانتهاكات بـ117 حالة، تلتها فارس بـ78 حالة، ومازندران بـ70، وأصفهان بـ63، والبرز بـ56، إضافة إلى نسب مرتفعة في خراسان رضوي وكرمان ويزد وجيلان، وحتى محافظات ذات كثافة سكانية أقل مثل كهكيلويه وبوير أحمد وأردبيل وقم وجهار محال وبختياري.

معايير المحاكمة العادلة

أشار التقرير إلى أن معظم الأحكام القضائية صدرت دون مراعاة معايير المحاكمة العادلة، وبالاعتماد على اتهامات فضفاضة مثل "الترويج ضد النظام" أو "تشكيل مجموعات غير قانونية"، واستهدفت بشكل أساسي النشاطات السلمية والدينية. 

ومن بين السجناء البهائيين حاليًا نساء ورجال، منهم فرخنده رضوان بي، نسرين خادمي قهقرخي، رويا آزادخوش، سارا شكيب، وآخرون يقضون عقوبات طويلة في ظروف صعبة.

ولفت التقرير إلى مسؤولين قضائيين بعينهم لعبوا دورًا بارزًا في إصدار هذه الأحكام القاسية، بينهم سيد محمود ساداتي في محكمة الثورة بشيراز الذي حكم على 41 شخصًا بمجموع 1,996 شهرًا، وعباس علي حوزان في محكمة الاستئناف بطهران بأحكام بلغت 1,447 شهرًا، ومحمد رضا توكلي في محكمة الثورة بأصفهان بأحكام وصلت إلى 2,220 شهرًا، وسعيد بلند زاده في محكمة الاستئناف بمحافظة فارس الذي أصدر 1,056 شهرًا من السجن بحق 26 شخصًا.

حرمان من التعليم والعمل

وأكدت "هرانا" أن بعض أشكال القمع، مثل حرمان البهائيين من التعليم والعمل، ومنع دفن موتاهم أو تدمير مقابرهم، تكاد تقتصر على هذه الطائفة، في انتهاك واضح للمادة 18 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. 

ويُقدَّر عدد البهائيين في إيران بأكثر من 300 ألف نسمة، لكن دستور الجمهورية الإسلامية لا يعترف بهم أقلية دينية، مقتصرًا على الإسلام والمسيحية واليهودية والزرادشتية.

واختتم التقرير بالتنبيه أن 72 في المئة من جميع الانتهاكات المسجلة بحق الأقليات الدينية في إيران خلال السنوات الثلاث الأخيرة استهدفت البهائيين، وهو ما يعكس، بحسب "هرانا"، مدى استهداف هذا المجتمع بسياسات تضييق وعزل ممنهجة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية